‏إظهار الرسائل ذات التسميات شهداء سورية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شهداء سورية. إظهار كافة الرسائل

2014/05/02

رسالة إلى إخوتي في الله عزاءً لنا بشهدانا طلاب العلم الشرعي في دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم
كنت اليوم برفقة أخي و إمام المسجد وصحبة طيبة من حارتنا في عزاء شهيدين ممن استشهدوا في مجمع الشيخ المحدث بدر الدين الحسني رحمهم الله ثم عيادة مريضين ممن تعرضوا للشظايا في المجمع.

أولاً أدعو الله بالشفاء العاجل وتمام الصحة للمرضى بإذنه تعالى.
ثانياً أدعو الله بالقبول الحسن والرحمة إن شاء الله للشهداء بإذن الله.

مما سمعته وأثر بي كثيراً هو صبر أهل الشهداء ... أم لشهيد هو ابنها الوحيد على سبعة إخوة بنات , وأم لشهيد آخر أيضاً وحيد على خمسة بنات , وأخرى ابنها وحيد ليس لها غيره , وآباء للشهداء أيضاً ؛
كان مما ظهر عليهم في المشفى وعند الصلاة على الشهداء وعند الدفن الصبر ! سبحان الله الذي ألهمهم الصبر والسلوان فكانوا ممن صبروا وتحابوا وساندوا بعضهم بل كانوا ممن يهدؤون من روع من حولهم ويحثونهم على الصبر !
روايات أخرى عن الشهداء وأحوالهم قبل أيام وكيف كانوا كأنهم يودعون أهاليهم وأصدقاءهم بأيام !

إن الله كتب لهذا الأمر أن يحدث ((وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)) صدق رسول الله

إن البلاء الذي حل بنا لا شك أنه عظيم , وإنه لحدث جلل تكاد قلوبنا تتفطر له , لكني أجد أنه خير بإذن الله ((فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)) والدليل أن الصبر الذي أنزله الله على أهالي الشهداء ما هو إلا رحمة منه عز وجل , ومكرمة لهم بأن جعل الله أبناءهم في أعلى المنازل ألا وهي الشهادة , فما بالك إن كانوا من طلاب العلم , وبالأخص العلم الشرعي , وبعض أهالي الجرحى لما رأوا أهل الشهداء في تلك الحالة تمنوا لو أن الله جعل أبناءهم بدل الجرحى شهداء في تلك المنزلة !

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من طلبة العلم ومن حفظة كتاب الله ومتبعي شرعه الحنيف. وما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة.

((وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) صدق الله العظيم